البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : بقيت وما ادري بما هو غائب


اللزومية الثالثة والأربعون: (وهي اللزومية السابعة بقافية الباء) حسب شروح لزوم ما لا يلزم :(بحر الطويل) عدد الأبيات (7) الموت المسلط: (1) الباء المضمومة مع الراء: (2) وهي إحدى اللزوميات التي اختارها وشرحها البطليوسي رقم -9- تحقيق الدكتور حامد عبد المجيد ص94-(3) ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها . وهي القطعة الثالثة والأربعون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص119 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: لقد قدِّر عليَّ البقاء، وحُجِب عني الغيب؛ فأنا بالبقاء كَلِفٌ، وبما مضى جاهل. وربما كان الموت خيراً لي وأبقى عليَّ من الحياة. وربما كان موت الإنسان إدناءً له من ربه. لقد نحب البقاء خوفاً من الموت، ولعمري ما البقاء إلا سمٌّ ناقع قد مُلئ بأنواع الأمراض والأسقام وألوان الآفات والعلل. ولو أن البقاء على كراهته ميسور، والخلود على آلامه متاح، لقد كان لنا أن نرغب فيه. ولكن الموت واقع والحمام محتوم، سواء في حكمه المقيم والظاعن، والحاضر والبادي. أجل، إن الموت لواقع لا بد منه، وإنما نحن لهذه الأرض غذاء، تطلبنا على أن نكون لها طعاماً وريّاً، كما نبتذل نحن غيرنا لهذين الغرضين. إن الإنسان لمغرور مخدوع، وإنه على ذلك لكذوب مفترٍ، لم يدع شيئاً إلا تناوله بكذبه، حتى إن الشمس لم تسلم من خطل أُميَّة بن أبي الصَّلْت، فزعم أنها لا تشرق حتى ينالها الضرب والإيذاء. لقد صغُرت العقول وقصرت الأنظار. ولقد كان حقّاً على هؤلاء الناس أن ينظروا إلى هذه الشمس وأمثالها من الكواكب والنجوم من حيث هي عاملة على إهلاكهم مجدة في إفنائهم. فما أرى أن هذا الهلال قد حدب وعطف إلا ليكون رمحاً يُطْعَنُون به. وما أرى أن هذا الصباح قد استطال وأضاء إلا ليكون سيفاً مسلولاً على رءوسهم، يُورد كلًّا منهم حوض المنون إذا انقضى أجله وحانت مدَّته. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر سوى أن ابن بسام أورد في "الذخيرة" البيت الرابع متبوعاً ببيتين من اللزومية (45) هما البيتان (12،13) وذلك في الفصل الذي ترجم فيه للوزير أبي الفضل محمد بن عبد الواحد البغدادي الدارمي قال بعدما أورد أبياتا من مرثية: الحكم بن خليفة له ومنها البيت: وما الدهر إلا آكل من نفوسنا =ونحن لديه في الحقيقة كالأكل# قال: وهذا كقول المعري:: وما الأرض إلا مثلنا الرزق تبتغي =وتأكل من هذا الأنام وتشرب # وقد كرر المعري هذا المعنى في مواضع: فشم صارماً واركز قناةً فللردى= يد هي أدرى بالطعان وأدرب# ‌أفض ‌لهامات وأرمى بأسهم= وأطعن ‌في ‌قلب ‌الخميس ‌وأضرب# (انتهى كلام ابن بسام ) وجدير بالذكر أن الأبيات (3،4،6،7) نوه بها ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة فقال: ويقول: لقد كان أفضل من هذا لو أن الإنسان لم يولد لأنه إذا ولد قاسى العذاب والمحن يبسط عليه الموت لواء السلام: عَلى المَوتِ يَجتازُ المَعاشِرُ كُلُّهُم=مُقيمٌ بِأَهلَيهِ وَمَن يَتَغَرَّبُ# وَما الأَرضُ إِلّا مِثلُنا الرِزقَ تَبتَغي=فَتَأكُلُ مِن هَذا الأَنامِ وَتَشرَبُ# كَأَنَّ هِلالاً لاحَ لِلطَعنِ فيهِمُ=حَناهُ الرَدى وَهوَ السِنانُ المُجَرَّبُ# كَأَنَّ ضِياءَ الفَجرِ سَيفٌ يَسُلُّهُ=عَلَيهُم صَباحٌ بِالمَنايا مُذَرَّبُ# * (1)حرف الباء- الباء المضمومة مع الراء -: ص 91 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2) فصل الباء- الباء المضمومة مع الراء-: ص 269 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر. (3) وقال أيضاً: في خطيات اللزوم (د:17)، هـ(1:41)، و(1:35)، ز(1:41) وانظر المطبوعة (1:72).


الى صفحة القصيدة »»